الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة هذا ما جاء في نص تأبين الفقيد حسن الدهماني

نشر في  31 أوت 2018  (20:57)

أبّن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين مساء اليوم الجمعة 31 أوت 2018 الفنان التونسي وسيد الطرب العربي الفقيد حسن الدهماني.

وفي ما يلي كلمة التأبين:

"يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربّك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
صدق الله العظيم
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
فجعت الساحة الثقافية والفنية في الرحيل المفاجئ لأحد أبناءها الفنان حسن الدهماني. وإنّ المصاب جَلَلْ والصدمة كبيرة لفقدان أحد مبدعي تونس الأفذاذ الذين تشبعوا بروح الموسيقى التونسية والعربية، وإنّ فقدانه لخسارة كبرى للساحة الفنية والثقافية في بلادنا، بإعتباره أحد فرسان الطرب في بلادنا.

هو من مواليد 20 جانفي 1968 في بلدة الدهماني بالكاف، متخرج من معهد الموسيقى العربية وكان الأول على دفعته.
ـ "المبدعون لا يموتون بل ينسحبون " هكذا عبر الأديب الراحل مصطفى الفارسي في وصفه لمصيبة موت المبدعون وها هو الفنان الكبير – حسن الدهماني – ينسحب من هذه الحياة، مخلفا في نفوسنا جميعا وجعا كبير، لكن سلوانا في ذلك ما تركه من أعمال ورصيد غنائي ثري ومتميز ومسيرة إبداعية متفردة، ستجعله حاضرا دائما في الذاكرة الثقافية الوطنية وفي وجداننا جميعا.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
حسن الدهماني من أمتع الأصوات العربية وأفضلها على الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، اشتهر بآدائه للون الطربي والمواويل، وخاصة أغاني عبد الحليم حافظ، وملحم بركات، ووديع الصافي، وكذلك في أداء اللون التونسي حيث جمع بين كلّ المقامات من تراث وطربي وصوفي...

اكتشف موهبته الملحن عبد الرحمان العيادي، فكانت مسيرة الفقيد من الفرقة الوطنية للموسيقى مع قائد الفرقة الفنان عبد الرحمان العيادي الذي لحن له رائعة إلى "صوت ذكرى" التي كتبت كلماتها الشاعرة حنان قم، وقدمها في مهرجان قرطاج وتوجت في مهرجان الأغنية العربية بالدار البيضاء بالجائزة الأولى، الحنين الى البدايات، وعلاقة الفقيد بعبد الرحمان العيادي التي تواصلت لأكثر من 7 سنوات في الفرقة الوطنية للموسيقى جابا خلالها عديد البلدان وقدما أحلى الحفلات، جعلتهما يعودان إلى العمل سنة 2017 في فرقة الوطن العربي.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،
الفقيد بنى مسيرة فنية مشرّفة، وفي رصيده عدد هام من الأغاني تعامل فيها مع مجموعة من الشعراء والملحنين التونسيين وأبرزهم رفيقا دربه الشاعر الحبيب المحنوش والشاعر بشير اللقاني والفنان لطفي بوشناق. والملحن لزهر شعير الذي غنى له مؤخرا أغنيتين كانتا آخرها ما سجل الفنان حسن الدهماني قبل رحيله وكتب كلماتها الشاعر عبد الحميد كرشيد
وكان للفقيد حضور مبهر في جلّ حفلاته بصوته الرّخيم والأصيل، الذي مكنّه من كسب احترام جمهوره في كلّ حفلاته لتميز أداءها واحترامه شروط العرض وللمتلقي.
رحم الله الفقيد، ورزق أهله ومحبيه والأسرة الفنية والثقافية كل السلوان والصبر.
انّا لله وانا إليه راجعون